الاثنين، 1 أكتوبر 2012

قصة : صديق اليوم .. اختفى في الغد ! - 4- [ الشّاب من الحادث ] *غير ملوّن* بعدين نلون xD

في طريقي .. أُخرج المحفظة من جيبي .. لديّ رغبة في فتحها لا أعلم لماذا .. لكن إن فعلتها و فتحتها سأكون مثل " دانييل "

ولا أرغب ذلك طبعًا ..


لفت انتباهي صوت "ركض" ..



*صــــوت اصـــــــطــــــدام*



آكسل : ما هذا ؟ اصطدام في الصباح الباكر ! *في نفسه: هاه؟ دمـاء* ؟

لقد كان الشخص اللي اصطدمت به عليه دماء !

نظر إلى يدي و قال : هييييه ! هذه محفظتي ! يا لص ! >:(

آكسل : مـ ..  مستحيل ! إنه الشّاب من ذلك الحادث !

آكسل : هل أنت بخير ؟ o_O

الشّاب  : .. .. ..

آكسل : آمممم , حسنًا , بخصوص المحفظة كنت سأعيدها لك

الشّاب  : تش! *تش صوت يعبّر عن انزعاج الشّخص* xD ..

الشّاب  : أكره أن أكون مدينًا لشخص ما , سأرد لك هذا قريبًا ..

بصراحة كنت مُنذهلًا , الشّاب مصاب بعض الشّيء , يبدو أن الحادث كان ليس بذلك الحادث القوي , لكن لا أزال مندهشًا !

الرّجل : آركن ..

آكسل : عفوًا ؟

الشّاب : آركن , اسمي أيها الذّكي ! (Arkin)

آكسل : آها ,, حسنًا :|

آركن : آآآء *بغضب* عندما يعرفك أحدهم بنفسك علسك أن تعرف باسمك أيضًا !!

آكسل : صحيح ! حسنًا أنا آكسل , و أنت الآن تؤخرني عن المدرسة أراك لاحقًا آر.

آركن : لا تخترع اختصارات لاسمي :@

آكسل *ببرود* : لا أسمعك جيدًا آر , لنتحدث فيما بعد

آركن : تش , إنه يعاندني فحسب ..

آكسل يتوقف فجأة , ينظر لآركن , و إلى قطرات الدم : همممم ,  كيف حصل هذا ؟

آركن : مجرد حادث بسيط وبضعة خدوش .. ولم يكن لديّ وقت لأضيعه فأسرعت للعمل

آكسل : أراك قد "استعجلت" حقًا .. الوقت تأخّر بالنسبة لمن هو ذاهب لعمله ..

آركن : آآآآآآآآ ! نسيت ذلك ! *ركض مبتعدًا*


هممم , آركن , شخص جديد مثير للاهتمام في هذه المدينة
يبدو أن المدينة أكثر متعة مما تصورتها ..

قطع حبل أفكاري دانييل يسحبني
 دانييل :هيااا سنتأخر .. لقد تحققت من القوائم مسبقًا , نحن في الفصل نفسه !
 آكسل : لا تقلها بفرح و كأنه أمر جيّد !
دانييل : و لوكا سألني عنك
آكسل : أعتقد إن اليوم لن يكون من أفضل أيام حياتي بوجودكم حولي .. ياله  من إزعاج

في المدرسة , كل واحد عرّف عن نفسه, وكلام كلام كلام كلام إلى ما لا نهاية ..
يوم ممل باختصار !

و ها أنا خارج من المدرسة في طريقي للمنزل
وضعت يدي في جيبي .. فجأة وجدت شيئًا ما !
إنها ميدالية "آركن" !
أعطيته المحفظة لكن نسيت أمر الميدالية تمامًا .. أخرجتها ,, تأملت بها .. همممم يبدو أنّ بها كسرًا ما موجود هنا ..

فجأة

**** : آآآآآآآآلييييييييييييييكسسسس!!
آكسل : ؟؟؟؟؟؟ *يُعيد الميدالية في جيبه*
آوه إنه آركن ..

آركن :  إذًا هذه هي مدرستك كما توقعت !

آكسل : آكسل و ليس أليكس !

آركن : وكذلك آركن وليس آر !

آكسل : ما الذي حدث لعملك ؟ من المفترض أنك هناك الآن :) *ابتسامة خبيثة*

آركن :يبدو الأمر و كأنك تقوم بطردي هنااا ؟ :@

آكسل : لا أقصد شيئًا .. لكن بحق ماذا حدث ؟ :|

آركن : طُردت ..

آكسل : و تقولها بكل بساطة ؟!

آركن : نعم فقد اعتدت على هذا ..

آكسل : آها .. اعتدت تقول لي ..

آركن : نعم , ففي هذه المرة كسرت آلة النسخ و التصوير في المكتب !

آكسل : *صدمة*

آركن : أنا أغضب بسرعة و عندما أغضب هذا مايحدث :)

آكسل *في نفسه* : حسنًا , هذا حقًا شخص قويّ فيزيائيًا و مُريب نوعًا ما مع إنه في بداية العشرين , وليس رياضيًا معروفًا على مايبدو :|*

آركن : دعنا من كل هذا , لنذهب 

آكسل : نذهب ؟ تقصد أذهب ! لن أذهب سوى للمنزل , الشقة الصغيرة اللطيفة و أنام ._. !

آركن : قلت أنا لا أحب كوني مدينًا لأحد , و لأنك أعدت محفظتي كجزء من شكري لك سأدعوك لوجبة
مع إنك لم تُعد كل المفقود ..

في تلك اللحظة مددت يدي لكي أعطيه الميدالية .. لكنه فجأة قال بنبرة صوت هادئة غريبة : 
"بعض الأشياء لعلّ من الأفضل لها أن تضيع"


أردت تحطيم هذا الجو الغريب , فقلت: هيّا ..
آركن : هاه ؟

آكسل : إلي المطعم يا آر ! أم أنّك غيرت رأيك ؟

آركن : لستُ آر ! و لم أغيّر رأيي !

آكسل : أسرع بالمشي و إلا سأسبقك !

آركن : لا تتحداني عندما يعتمد الأمر ع القوى الجسمية و إلا ستندم :) !

و مشينا معًا 

أردت أن أعطيه تلك الميدالية , لكن كلماته "من الأفضل لها أن تضيع" جعلتني أغيّر رأيي
وبصراحة .. بدأت أشعر بالفضول أكثر فأكثر


الاثنين، 27 أغسطس 2012

قصة : صديق اليوم .. اختفى في الغد ! - 4- [ قاعدة المعلومات ]

... .... ... ....
صباح جديد  و أول يوم دراسي, كالعادة أفتح عيناي بتكاسل .. متجنبًا أشعة الشمس الصادرة من النافذة 

دانييل : استيقظت أخيرًا ؟
آكسل :*تثاؤب*
دانييل : هيا أيها الكسول انهض , أنا أعددت فطورًا بسيطًا ..

دانييل فتىً يسكن معي .. نتقاسم الإيجار بما إننا كلنا ندرس في نفس المدرسة , و نحتاج للسكن في نفس المنطقة تقريبًا ..
الأسوأ من كونه شريك سكن .. هو أن والدي هو من عرفني به , ابن صديق له أو شيء كهذا قال .. تحجج أبي بحجة دفع الإيجار لجعلي أسكن مع شخص ما , لكن أعتقد أن السبب الحقيقي هو أنه لا يريدني أن أسكن لوحدي

بما أنه قد أعد الفطور اليوم .. على الأرجح أنه يتوقع مني أن أردها له و أعده يومًا ما !
لكن هذه لن تكون فكرة حسنة على الإطلاق 
تناولنا الإفطار , ثم جلسنا قليلًا ..
 
دانييل : هيه آكسل
آكسل : همم ؟
دانييل : كلانا أتينا هنا لإكمال الدراسة , نريد الدراسة في العاصمة , صحيح ؟
آكسل : ما من سبب آخر على ما أعتقد
دانييل : و انتهي بنا الأمر بأن والدينا استأجرا لنا هذه الشقة هنا , صحيح ؟
آكسل : . . . . هذا ما أراه ( *في نفسه* : هي حُجة ! حُجة صدقني ! -.- )
دانييل : كيف أقنعت والديك أن تنتقل هنا بدونهم ؟ خصوصًا بعد ما حدث لأخيك ؟
آكسل بدهشة : وكيف عرفت ما حدث لأخي ؟
دانييل : *ضحكة خبيثة*  يبدو أنني وضعت يدي على الجرح تمامًا ..
آكسل : أي جرح تقصد ؟ لقد شفي هذا الجرح منذ زمن ..
دانييل : آها ..
آكسل : إجابةً على سؤالك , لم أقنعهم , جئت رغمًا عنهم , عنادي هو من أوصلني إلى هنا ..
دانييل : يا لها من إجابة , إذًا هما غير راضيين ؟
آكسل : .......
دانييل *محاولًا تغيير الموضوع* : أتعلم ؟ يجب أن تكون سعيدًا لأني شريكك في السكن !
آكسل : لا أحد يكون سعيدًا لأنه سيعيش مع مزعج مثلك ( *في نفسه* : أولاً لوكا و الآن أنت ! )
دانييل : بل يجب , فأنا قاعدة المعلومات هنا :)
آكسل *باستغراب* : قاعدة .. المعلومات ؟
دانييل : بالضبط , أي خبر , أي شخص , أي حدث , يمكنني إخبارك عنه في غضون دقائق ! والدليل أني عرفت عن أخيك و نحن لم نلتق إلا البارحة !
آكسل : بعبارة أخرى "مُتطفل" على الآخرين
دانييل *بانفعال* : لاااا ليس كذلك ! لا تعبر عني بهذا ! لدي مصادري الخاصة :\
 آكسل : مصادر أو أي بطيخ غيره , هو تطفل مهما كانت الوسيلة  , ستظل هكذا في نظري دائمًا
دانييل : أنت ممل حقًا لعلمك -__-
آكسل : أنا خارج أيها المتطفل
دانييل : إلى أين ؟ o_O
آكسل : إلى المدرسة .. انظر إلى الساعة
دانييل : آآآآآآآآآ ! سنتأخر !



 خرجت و تركت ذلك المتطفل لوحده في عجلة من أمره , حقًا لديه قدرة رهيبة على جمع المعلومات , لكن هذا تطفل على حياة الناس الخاصة , قاعدة معلومات قال ؟ هِهْ

نظرت إلى السماء و فكّرت بما قلته هناك.. " لقد شفي هذا الجرح منذ زمن .. " هل أحاول الكذب على نفسي ؟ ثم أصدق هذه الكذبة و أعيشها ؟ أم ماذا ..

قطع حبل أفكاري صوت حادث !

سيارة متوقفة .. ورجل بزي رسمي ملقى على الأرض
و كالعادة , الجماهير المتجمعة التي تعيق الحركة و المساعدة ..
رأيت "دانييل" يركض ليلقي نظرة .. وهذا متوقع منه , فهو "المتطفل" على كل حال ..
حمل الناس الرجل الملقى في الطريق و انشغلوا به , مما أدي إلى هروب قائد السيارة ! بالطبع لن يفوت هذه الفرصة الذهبية للهرب !

ذهبت الجماهير .. و السائق هرب .. مكان الحادث فارغ الآن .. سوى من بعض قطرات دماء و ... 
هممم ؟ ما هذا .. ؟ يوجد محفظة و "ميدالية" غريبة هنا .. يبدو أنها للرجل المصاب ..
لكن لماذا أهتم ؟ سأكمل طريقي للمدرسة كي لا أتأخر ..

لسبب أجهله .. عُدت إلى مكان الحادث وأخذت كلًا من المحفظة والميدالية , ثم أكملت طريقي إلى المدرسة ..




الجمعة، 24 أغسطس 2012

قصة : صديق اليوم .. اختفى في الغد ! - 3- [ لن أكرر نفس الخطأ ]

وصلنا أخيرًا !!
ها أنا ذا أضع قدمي في العاصمة , العالم الذي كُنت أراه عبر الشاشات و تمنيت الذهاب إليه أصبح واقعًا ألمسه , أراه , أسمعه !

لوكا : سأدعك ترتاح الليلة و غدًا سآخذك في جولة إن أردت ذلك ! فأنا أدرس هنا منذ سنتين تقريبًا .. لدي خلفية جيدة عن المكان
آكسل : لست مهتمًا , سأستكشف المكان لوحدي مع الزمن ..
لوكا : هيّا سنستمتع معًا إن قمنا بذلك !
آكسل *بصوت منخفض* : بل أنت من سيستمتع فقط !
لوكا : هل قلت شيئًا ؟
آكسل : لا , أنت مجرّد واهم ._.
لوكا : كان هذا قاسيًا لعلمك T~T

توجهت إلى السكن ..
أكره حقيقة أنه يجب أن يكون لديك رفيق سكن ! أفضّل قضاء الوقت بمفردي!
شريكي في الغرفة قابلته , اسمه دانييل على ما أعتقد , يبدو أنه شخصٌ طيب .. أو .. لا أعلم .. لا يتوجب علي الحكم من أول وهلة !

نمت الليلة الأولى بسلام ..

-

في الصباح استيقظت على طرق الباب , توقعت أن دانييل سيفتح الباب لكنه لم يكن موجودًا ..
اضطررت أن أنهض وافتحه بنفسي ..

*فتح الباب*

لوكا : صبا ا ا ا ح الخيييييير~ !
آكسل : * أغلق الباب *
لوكا : هيّا ! افتح الباب ._.
آكسل : * فتح الباب * أعتقد أنني قلت لك مُسبقًا ألا تزعجني و أنني لا أريد الذهاب بجولة ( معك تحديدًا ) !
لوكا : هيّا غيّر ملابسك و تعال فقط .. ! لن يستغرق الأمر طويلًا !
آكسل : * تنهيدة *

آكسل ذهب لتغيير ملابسه .. بينما بقيت أنا [ لوكاس ] أُفكّر إلى متى سيبقى يتصنع القسوة و اللامبالاة ؟و حتى إن كان حقًا غير مُهتم بالجولة .. يجب علي أن آخذه أو أحذره على الأقل ..

آكسل : هييي ما خطب هذه النظرة الجدية التي تعلو وجهك فجأة ؟
لوكا : لا شيء , هيا لننطلق !

بعد قضاء ساعتين أو أكثر بقليل من التجول قررت أن أدعو لوكا لتناول الإفطار - مع أن الوقت متأخر بعض الشّيء - لكن أعتقد أنها أنسب طريقة لمكافأته على هذه الرحلة .. لكنه سبقني ليقول شيئًا ما ..

لوكا : آكسل ..
آكسل : هممم ؟
لوكا : عليك الحذر من بعض الأشخاص .. وبعض الأماكن
آكسل : ماذا تقصد ؟ أنا لست طفلًا صغيرًا بحاجة لمن يحذره و يقول له لا تأخذ الحلوى من الغرباء و ..
لوكا *يصرخ مقاطعًا* : الأمر ليس كذلك ! 
آكسل : . . . . 
لوكا : لا أريد أن يحدث لك كما حدث لأخيك من قبل .. فالأمر هنا شبيه بما كان عليه في تلك الأيام .. خصوصًا بين الطلاب ..
آكسل : إذًا .. حتى هنا توجد العصابات ؟
لوكا : لم أقل هذا سوى لأنني ..
آكسل *مُقاطعًا* : لا تقلق .. فأنا لا أنوي أبدًا التدخل في مشاكل كهذه .. و الآن هلّا عُدنا ؟
لوكا : حسنًا , كما تريد.



لوكا يستمر بتذكيري بأخي .. و بما حدث قبل سنوات .. مع أنني أحاول جاهدًا نسيان الأمر , لا أعتقد أنه يقصد سوءًا ..
فهو أيضًا يؤلمه تذكر هذا الأمر فعلى كل حال , هو أيضًا كان بمثابة أخ له.
أخي الأكبر ( والوحيد ) , كان مقربًا لي كثيرًا , كنا نفعل كل شيء - تقريبًا - سويًّا !
حتى إنني كُنت أُفضل الخروج معه و مع أصدقائه أكثر من الخروج مع زملائي ممن هم معي في المدرسة !
كان شخصًا محبوبًا  من قِبَل الجميع .. و بسبب مكيدة ما , تورّط مع أحد العصابات , و استمر في هذا الأمر , وانتهى 
 بمشاجرة طُعن فيها أخي و مات .. ( هذا ماحدث باختصاري للأحداث )
لن أُنكر أن هذا الأمر أثر في وبشدة ! تغيرت كثيرًا بعد هذه الحادثة .. وهذا متوقع .. فلماذا يستمر الناس في إلقاء اللوم المستمر علي ! يقولون لي باستمرار "لماذا تغيرت ؟ عد كما كُنت! " كما لو أن لدي جهاز تحكم بضغطة زر منه أستطيع تغيير كل شيء كما أُريد و في وقت قياسي!
أنا أيضًا أتمنى لو أن الأمور بقيت كما كانت عليه .. فأنا أكثر من تأثر بما حدث ! .. ليتني أوقفتك يا أخي .. ليتك عشت معي للآن وكنت بيننا ..

لا أُريد أن أُكرر الخطأ نفسه مستقبلًا , كما أنني وعدت أمي وأبي ألا أتدخل بأمورٍ مُشابهة ..
و على كل حال , من سيفتعل المشاكل معي إذا بقيت أعيش كما أنا ؟ لوحدي ولا أهتم بشيء آخر ؟







قصة : صديق اليوم .. اختفى في الغد ! - 2- [ وجه من الماضي ]

أن تعيش في مدينة صغيرة نوعًا ما أمر مزعج نوع ما , فذلك يعني أن تكون أبعد عن المطار .. هذا ما فكرت به و أنا أرمي بجسدي على أحد الكراسي في صالة الانتظار ..

السفر مُتعب .. و خصوصًا كوني لم أخرج من البيت منذ فترة .. نشاطي كان منخفضًا و بشدة مؤخرًا ..

ملل .. ملل .. ملل !

كم دقيقة من وقتي سأضيّع في هذه الصالة الغبية ! أنظر إلى الوجوه العابرة هنا و هناك .. 
هذا وجه لا أعرفه , وهناك وجه غبي آخر لا أعرفه .. هممم و هناك هذا , ما خطب هذا الرجل ! أهو نائم ؟ أتمنى أن تفوته رحلته من أعماق قلبي و ليكن نومه ذا فائدة حينها ! .. لـ لحظة .. هناك وجه مألوف هناك ! ووجه غير مُرحب به كذلك .. حبذا ألّا يراني  و ألا يكون معي في رحلتي .. سأتجاهله بكل بساطة .. فإن كنت ماهرًا في شيء , فهو التجاهل بكل تأكيد !

سمعت نداء رحلتي .. توجهت إلى الطائرة .. كالعادة تقابلك المُضيفة بابتسامته المُصطنعة لتدلك على مقعدك
و كالعادة - أيضَا - رفضت ذلك .. أقصد أنا أيضًا أستطيع تمييز الحروف و الأرقام .. وبالتالي تمييز المقعد !

يالحسن حظي .. مقعدي كان بجانب النافذة ! لا بأس أن يُحب شخصٌ مثلي منظر السمّاء .. صحيح ؟

أثناء انشغالي بفتح النافذة .. شعرت بجلوس شخص بجانبي .. لم أفكّر حتى بالالتفات أو النظر إليه 
لكن صوت ما فاجأني بقوله : " مرت فترة طويلة منذ آخر مرة رأينا فيها بعضنا , صحيح يا آكسِل ؟ "

*مُلاحظة :-
 Axel = اسم الشخصية الرئيسية , فضلت أن أسمي الشخصيات بأسماء غير عربية 

تبًا ! إنه ذاك الرجل من صالة الانتظار ! لماذا هو من بين كل النّاس يجلس في المقعد المجاور لي !

نظرت إليه و لكنني لم أنطق بكلمة ..

لوكا : ما الأمر ؟ هل أنت مندهش؟
آكسل : .....................
لوكا : حسنًا لايهم , كيف حالك ؟
آكسل : كُنت بخير ..
لوكا : كنت !؟ لماذا ما الذي حصل لك ؟
آكسل *بنظرة ساخرة* : قابلتك :) !
لوكا :  *ضحكة* ! أوليس مرحبًا بي ؟ أيها الـأخ الـ صـ ـغـ ـيـ ـر ؟ أهكذا أصبحت بعد رحيل أخيك ؟
آكسل *منفعلًا* : لا تنادني بالأخ الصغير بعد الآن !
لوكا : حسنًا حسنًا كنت أمزح معك ! و بالمناسبة أنا و أنت سندرس معًا في نفس المكان .. إلا أنني أكبرك بسنتين لكن بإمكاننا الالتقاء وقت الاستراحة أو التسكع معًا لاحقًا ..
آكسل : إن كنت تقصد " بالتسكع " مثل الماضي فانسَ ذلك ..أنا لست مثل أخي.
لوكا : لا تقلق , أنا سأهتم بك .. فكما تعلم , أخوك قد ..
آكسل *مقاطعًا* : سأنام , أيقظني عندما نصل إذا كنت تنوي إزعاجي للأبد كما تقول ..
لوكا *بتنهيدة* : كما هو متوقع من الأخ الصغير


كان هذا لوكاس [ لكن اعتدنا أن نناديه لوكا ] , صديق قديم لأخي .. اعتادوا على التسكع معًا , كانوا يصطحبوني معهم في بعض الأحيان , عندما كان أخي بيننا ..
قلت له أنني سأنام .. مع إنه مستحيل بالنسبة لي أن أنام في مكان كالطائرة !
لكنني لا أريد أن أستمع لما سيقوله .. فهل فعلت شيئًا غريبًا ؟





 





الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

قصة : صديق اليوم .. اختفى في الغد ! - 1- [ بداية الرحلة ]

*صوت طرق الباب*

أمي : عزيزي , استيقظ هيا ..

أنا -بصوت ناعس- : حاضر ..

أمي : استعجل وإلا ستفوتك رحلتك !

أنا : حاضر ..


آخر مرة أستيقظ على هذا الصوت .. للفترة المقبلة من حياتي على الأقل ..

تناولنا الفطور معًا ..

أمي كانت قد أعدت لي " البان كيك" لأنها تعرف أنه المفضل لدي .. أعتقد أنها محاولة منها لتوديعي بطريقة لطيفة ..

أبي لم يتفوه بكلمة .. بل لا أذكر أنه حتى حاول أن ينظر إلي طوال فترة جلوسنا على الطاولة نفسها ..

 قال أبي ناهضًا : هيا .. سأوصلك ..

أنا : حاضر ..

أمي : انتظر قليلًا .. وقامت بإعطائي علبة صغيرة مغلفة و قالت هذه لك ! ولكن لا تفتحها إلا عندما تصل هناك !

أنا : حسنًا ( وفي داخلي أُردد كم هذه فكرة قديمة يا أمي ! )
قد ترونها قسوة مني أن أفكّر بهذه الطريقة .. ولكن هكذا أنا ! شخصٌ بلا مشاعر - تقريبًا - .. كما يُقال لي دائمًا

أمي عانقتني لتودعني .. كنت أرى الدموع تتلألأ في عينيها .. لا أستطيع معرفة شعور أم تودع ابنها الوحيد .. لكن ما جال في خاطري تلك اللحظة كان " أمي لا داعي لكل هذه ( الدراما ) , فأنا سأذهب للدراسة و ستكون هناك عطلات أزوركم فيها " ..

وددت لو أني نطقت بها .. لكن طبيعتي الهادئة منعتني من ذلك ..

  انطلقت مع أبي .. لا بل انطلق هو معي !

أوصلني أبي .. حانت لحظة الفراق .. نظر كلٌّ منا إلى الآخر لفترة ..

ثم أعطاني أبي ظهره قائلًا : " اجعلني فخورًا بك ! " ثم بدأ بالمشي مبتعدًا ..

كنت على وشك أنطق بـ " إلى اللقاء" , أو ما شابهها .. 

لكنه سبقني قائلًا وهو يرفع يده : " كُن حذرًا و اتصل بنا من فترة لأخرى ! "

أعتقد أنني ابتسمت في تلك اللحظة ..

مقدمة القصة [ صديق اليوم .. اختفى في الغد ! ]

أن تكون الطفل الذي يضطر دائمًا  للانتقال من مدينته بسبب ظروف عمل والده ليس بالأمر الرائع كما يتصوره البعض ..
فالتغيير المفاجئ , ليس بالأمر الذي يَسْهُل على الإنسان أن يتقبله ..

أن تكون الطالب الجديد الذي تنظر إليه كل الأعين ( و هذا يتكرر كل سنة تقريبًا ) هو فعلًا لأمرٌ مُربك !

ولعل هذا هو السبب في كوني فاشل " اجتماعيًا " و شخصٌ تقريبًا بدون أصدقاء ..

تخلصت من هذه المرحلة من حياتي أخيرًا .. و الآن أنا شابٌ مُقبل على السفر إلى العاصمة لكي أُكمل دراستي ..
لكي أكون صادقًا .. لا أشعر بأن الأمر يختلف كثيرًا عن انتقالاتي المتعددة في حياتي , فكما كُنت أدرس كل سنة دراسية في مدرسة مختلفة
, ها أنا ذا الآن سأذهب لمدينة أخرى !

تسألونني كيف  أشعر تجاه السفر ؟
هممم .. حسنًا لا أعرف كيف أعبر تمامًا ..
هي مشاعر مُختلطة بين الحرية ! من بعض القيود التي كان يضعها علي والدي
و بين الاشتياق له و لكلماتها و انتقاداته المُستمرة !

و مختلطة بين الحنين لأمي , و بين الراحة من سؤالها المستمر و قلقها على أتفه التفاصيل ..

ها أنا ذا الآن .. أتناول آخر وجبة عشاء معهم .. فرحلتي ( و لربما حياةٌ جديدة ) تبدأ غدًا صباحًا ..